كانت تقنيات التحكم في العقل البشري عن بُعد تُعد لوقت طويل من خيال العلم، لكن التطورات الحديثة تقترب بها من الواقع.
وأعلن علماء من جامعة MIT عن تقنية جديدة تسمح بالتأثير على النشاط العصبي للأفراد عن بُعد باستخدام موجات كهرومغناطيسية دقيقة.
تعتمد هذه التقنية على جزيئات نانوية مغناطيسية تُحقن في الدماغ وتوجه إلى مناطق معينة. عند تفعيل هذه الجزيئات باستخدام ترددات كهرومغناطيسية محددة، يمكن تحفيز أو تثبيط الخلايا العصبية في تلك المناطق، مما يؤثر على السلوك والتفكير.
وأظهرت الأبحاث الأولية نتائج مدهشة في التجارب على الحيوانات، حيث تمكن العلماء من توجيه حركة الفئران عبر متاهات معقدة عن بُعد. تفتح هذه النتائج المجال لتطبيقات مستقبلية متعددة، مثل العلاج للأمراض العصبية مثل الشلل الرعاش والزهايمر، وتطوير أدوات تعليمية وتحفيزية جديدة.
لكن مع هذه الإمكانيات الجديدة، تبرز تحديات أخلاقية هامة. يثير التحكم في العقل البشري مخاوف بشأن الخصوصية والإرادة الحرة، ويحذر العلماء من احتمال استخدام هذه التقنية لأغراض غير مشروعة، مثل التجسس أو السيطرة السياسية.
لذلك، يدعو الباحثون إلى وضع قوانين وإرشادات صارمة لتنظيم استخدام هذه التكنولوجيا، لضمان استخدامها فقط في الأغراض الطبية والعلمية وبموافقة كاملة من الأفراد المعنيين.
بينما نقترب من عصر قد يصبح فيه التحكم بالعقل حقيقة، يبقى السؤال الأهم هو كيف نضمن استخدام هذه التقنية بشكل أخلاقي ومسؤول. الأيام المقبلة ستكشف المزيد، لكن ما هو مؤكد هو أن الخيال العلمي أصبح أقرب إلى الواقع.